![]() |
| 26 حكمة قرآنية ونبوية في الدين والدنيا |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على من اصطفى وبعد..
ما أحوجنا في عصر اختلطت فيه الأمور والمعايير وفشت فيه المنكرات وكثر فيه الكلام والحكم والأمثال الشعبية من هنا وهناك دون النظر إلي قائلها ومعناها الفاسد والمخالف لشرع الله تعالى وتعاليمه السامية في كثير منها.
ومن ثم رأيت أن أجمع بعضًا من كلام الله وأقوال النبي صلى الله عليه وسلم التي تحتوي على حكم وكلها حكم، مع شرحها من تفسيرات وأقوال أهل العلم ليستوعب معناها الشرعي بعيدًا عن التفسير بالهوى الذي برع فيه البعض من أهل الأهواء والبدع دون النظر إلى عواقب ذلك والله المستعان.
حكم من القرآن الكريم
1. {أتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ } [البقرة:44]
قال ابن جريج: {أتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ } أهل الكتاب والمنافقون كانوا يأمرون الناس بالصوم والصلاة، وَيَدَعُونَ العملَ بما يأمرون به الناس، فعيرهم الله بذلك، فمن أمر بخير فليكن أشد الناس فيه مسارعة. (تفسير ابن كثير).
2. {ولَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ } [البقرة:179]
يقول تعالى: وفي شَرْع القصاص لكم -وهو قتل القاتل- حكمة عظيمة لكم، وهي بقاء المُهَج وصَوْنها؛ لأنه إذا علم القاتلُ أنه يقتل انكفّ عن صنيعه، فكان في ذلك حياة النفوس. وفي الكتب المتقدمة: القتلُ أنفى للقتل. فجاءت هذه العبارة في القرآن أفصح، وأبلغ، وأوجز. (تفسير ابن كثير).
3. {واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا } [آل عمران:103]
هي أخوة إذن تنبثق من التقوى والإسلام.. من الركيزة الأولى.. أساسها الاعتصام بحبل الله -أي عهده ونهجه ودينه- وليست مجرد تجمع على أي تصور آخر، ولا على أي هدف آخر، ولا بواسطة حبل آخر من حبال الجاهلية الكثيرة! (ظلال القرآن).
4. {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ } [الإسراء:36]
أي: ولا تتبع ما ليس لك به علم، بل تثبت في كل ما تقوله وتفعله، فلا تظن ذلك يذهب لا لك ولا عليك (السعدي).
5. {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا } [فصلت:33]
هذا استفهام بمعنى النفي المتقرر أي: لا أحد أحسن قولًا أي: كلامًا وطريقة، وحالة {مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ } بتعليم الجاهلين، ووعظ الغافلين والمعرضين، ومجادلة المبطلين، بالأمر بعبادة الله، بجميع أنواعها،والحث عليها، وتحسينها مهما أمكن، والزجر عما نهى الله عنه. (السعدي).
6. {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [فصلت:34]
أي: لا يستوي فعل الحسنات والطاعات لأجل رضا الله تعالى، ولا فعل السيئات والمعاصي التي تسخطه ولا ترضيه، ولا يستوي الإحسان إلى الخلق، ولا الإساءة إليهم.. ثم أمر بإحسان خاص، له موقع كبير، وهو الإحسان إلى من أساء إليك، فقال: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } أي: فإذا أساء إليك مسيء من الخلق، خصوصًا من له حق كبير عليك، كالأقارب، والأصحاب، ونحوهم، إساءة بالقول أو بالفعل، فقابله بالإحسان إليه، فإن قطعك فَصلْهُ، وإن ظلمك، فاعف عنه (السعدي).
7. {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ } [الحجرات:10]
يقرر تعالى الأخوة الإسلامية ويقصر المؤمنين عليها بين أفرادهم وعدم التساهل في ذلك {وَاتَّقُوا اللَّـهَ } في ذلك فلا تتوانوا أو تتساهلوا حتى تسفك الدماء المؤمنة ويتصدع بنيان الإِيمان والإِسلام في دياره. ( تفسير أيسر التفاسير).
8. {ياَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } [المائدة:101]
أي: وإن تسألوا عن تفصيلها بعد نزولها تبين لكم، ولا تسألوا عن الشيء قبل كونه؛ فلعله أن يحرم من أجل تلك المسألة. (ابن كثير).
9. {ولَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ } [الحجرات:11]
أي: لا يعير أحدكم أخاه، ويلقبه بلقب ذم يكره أن يطلق عليه (3) وهذا هو التنابز، وأما الألقاب غير المذمومة، فلا تدخل في هذا. {بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ } [الحجرات:11] أي: بئسما تبدلتم عن الإيمان والعمل بشرائعه، وما تقتضيه، بالإعراض عن أوامره ونواهيه، باسم الفسوق والعصيان، الذي هو التنابز بالألقاب. (السعدي).
10. {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } [الحجرات:12]
نهى الله تعالى عن كثير من الظن السوء بالمؤمنين، فـ {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } وذلك، كالظن الخالي من الحقيقة والقرينة، وكظن السوء، الذي يقترن به كثير من الأقوال، والأفعال المحرمة، فإن بقاء ظن السوء بالقلب، لا يقتصر صاحبه على مجرد ذلك، بل لا يزال به، حتى يقول ما لا ينبغي، ويفعل ما لا ينبغي (السعدي).
11. {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا } [النور:27]
هذه آداب شرعية، أدّب الله بها عباده المؤمنين، وذلك في الاستئذان أمر الله المؤمنين ألا يدخلوا بيوتًا غير بيوتهم حتى يستأنسوا، أي: يستأذنوا قبل الدخول ويسلموا بعده. وينبغي أن يستأذن ثلاثًا، فإن أذن له، وإلا انصرف (ابن كثير).
12. {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } [النور:21]
يعني: طرائقه ومسالكه وما يأمر به، { وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ } [النور:21] هذا تنفير وتحذير من ذلك، بأفصح العبارة وأوجزها وأبلغها وأحسنها. (تفسير ابن كثير).
13. {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } [الزمر:9]
فالعلم الحق هو المعرفة. هو إدراك الحق. هو تفتح البصيرة. هو الاتصال بالحقائق الثابتة في هذا الوجود. وليس العلم هو المعلومات المفردة المنقطعة التي تزحم الذهن، ولا تؤدي إلى حقائق الكون الكبرى، ولا تمتد وراء الظاهر المحسوس. (ظلال القران) .
حكم من السنة النبوية الصحيحة
14. «إنما الأعمال بالنيات » (صحيح البخاري)
والمراد بالأعمال: الأعمال الشرعية ومعناه: لا يعتد بالأعمال بدون النية مثل الوضوء والغسل والتيمم وكذلك الصلاة والزكاة والصوم والحج والإعتكاف وسائر العبادات (ابن دقيق العيد).
15. «احفظ الله يحفظك » (سنن الترمذي [2516])
احفظِ الله يعني: احفظ حدودَه، وحقوقَه، وأوامرَه، ونواهيَه، وحفظُ ذلك: هو الوقوفُ عندَ أوامره بالامتثال، وعند نواهيه بالاجتنابِ، وعندَ حدوده، فلا يتجاوزُ ما أمر به، وأذن فيه إلى ما نهى عنه، فمن فعل ذلك، فهو مِنَ الحافظين لحدود الله (جامع العلوم والحكم لابن رجب).
16. «خالقِ الناس بخلق حسن » (الألباني، صحيح الجامع [97])
والخلق الحسن فسر بتفسيرات: منها أنه بذل النَّدَى وكف الأذى؛ يعني أن تبذل الخير للناس، وأن تكف أذاك عنهم.. وقال آخرون: إنّ الخُلق الحسن أنْ يُحسِن للناس بأنواع الإحسان، ولو أساءوا إليه. (قاله صالح آل الشيخ).
17. «استوصوا بالنساء خيرًا » (صحيح مسلم)
استوصوا بالنساء خيرًا يعني اقبلوا هذه الوصية التي أوصيكم بها وذلك أن تفعلوا خيرا مع النساء لأن النساء قاصرات في العقول وقاصرات في الدين وقاصرات في التفكير وقاصرات في جميع شؤونهن فإنهن خلقن من ضلع (قاله ابن العثيمين).
18. «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته » (صحيح البخاري)
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الخطاب للأمة جميعًا يبين فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أن كل إنسان راع ومسؤول عن رعيته والراعي هو الذي يقوم على الشيء ويرعى مصالحه فيهيئها له ويرعى مفاسده فيجنبه إياها كراعي الغنم (قاله ابن العثيمين).
19. «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا » (صحيح ابن ماجه [2992])
قال النووي: أي تأتلف قلوبكم وفيه مصلحة عظيمة من اجتماع قلوب المسلمين وتناصرهم وتعاضدهم ولهذا قال بعضهم إنه أدفع للضغينة بغير مؤنة واكتساب أخوة بأهون عطية.
20. «اتقوا دعوة المظلوم » (الجامع الصغير [149])
أي اجتنبوا دعوة من تظلمونه وذلك مستلزم لتجنب جميع أنواع الظلم على أبلغ وجه وأوجز إشارة وأفصح عبارة لأنه إذا اتقى دعاء المظلوم فهو أبلغ من قوله تظلم وهذا نوع شريف من أنواع البديع يسمى تعليقًا (قاله الشوكاني في فتح القدير).
21. «التأني من الله والعجلة من الشيطان » (الألباني، صحيح الترغيب [2677])
وكثيرًا ما يلاحظ المرء وهو في الجماعة عددًا من المصلين عن يمينه أو شماله بل ربما يلاحظ ذلك على نفسه أحيانًا مسابقة الإمام بالركوع أو السجود وفي تكبيرات الانتقال عمومًا وحتى في السلام من الصلاة (قاله الشيخ صالح المنجد).
22. «لا تغضب » (صحيح البخاري)
ففي هذا الحديث الحث على أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب وأن لا يسترسل فيه لأنه يندم بعده كثيرًا. (قاله ابن العثيمين).
23. «أتبع السيئة الحسنة تمحها » (صحيح الترمذي [1987])
أتبع السيئة الحسنة تمحها أي إذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة فإن الحسنات يذهبن السيئات ومن الحسنات بعد السيئات أن تتوب إلى الله من السيئات فإن التوبة من أفضل الحسنات (قاله ابن العثيمين).
24. «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف » (صحيح مسلم)
مؤمن القوي: يعني في إيمانه وليس المراد القوي في بدنه، لأن قوة البدن ضررًا على الإنسان إذا استعمل هذه القوة في معصية الله، فقوة البدن ليست محمودة ولا مذمومة في ذاتها، إن كان الإنسان استعمل هذه القوة فيما ينفع في الدنيا والآخرة صارت محمودة، وإن استعان بهذه القوة على معصية الله صارت مذمومة. (قاله ابن العثيمين).
25. «القرآن حجة لك أو عليك » (الألباني، صحيح الترغيب [189])
فمعناه ظاهر أي تنتفع به إن تلوته وعملت به وإلا فهو حجة عليك (قاله ابن دقيق).
26. «لَقنوا موتاكم لا إله إلا الله » (صحيح مسلم)
يحتمل اْن يكون أمره عليه السلام بذلك لأنه موضع يتعرض فيه الشيطان لافساد اعتقاد الانسان، فيحتافي إلى مذكًر ومنبه له على التوحيد، ويحتمل أن يريد بذلك ليكون آخرَ كلامه ذلك، فيحصل له ما وعد به عليه السلام في الحديث الآخر: «من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله دخل الجنة » (قاله القاضي عياض).
تعليقات: 0
إرسال تعليق